ندبات معاصرة. مقابلة للأسئلة والأجوبة مع الفنان غالب حويلا

غالب حويلا
July 4, 2023
ندبات معاصرة. مقابلة للأسئلة والأجوبة مع الفنان غالب حويلا

يعتمد عرض "ندبات معاصرة" على اللغة البصرية لفن الخط في سياق عصري. لماذا؟
بصفتي فنان، فأنا أفكر بالكلمات لا الصور. أعتقد أن هذا هو السبب في استخدامي للخط العربي كوسيلة للتعبير عن فني. كما أنّ ارتباطه بأصولي وهويتي هو سبب إضافي. لقد علمني تدريبي مع الخطاطين الكبار الكثير عن التواضع والمثابرة والمعرفة في هذا الفن العتيق والنفيس. ومع ذلك، فقد تعلمت أكثر من خبراء من مختلف الأعمار ومن جميع أنحاء العالم بفضل التكنولوجيا. وتلك الفضولية والإرادة الحرة حررتاني من النهج التقليدي لهذا الفن. الخط العربي - في رأيي المتواضع - هو شيء غني وذهبي وأبدي لا ينبغي أن يكون حِكراً على عصر واحد فحسب.

مَن يُلهمك من الفنانين الكبار في الشرق الأوسط؟؟
أحاول قصارى جهدي ألا أركز على أعمال الخطاطين العرب الآخرين على الرغم من عظمتهم. كما أنّ التوجه الحالي لا يؤثر علي على وجه الخصوص. أنا أكثر جاهزية لابتكار مسلكيات جديدة. لكن ألهمني الموسيقيون والملحنون في المنطقة. لذا فأنا أملتك لسان الشرق الأوسط وإحساسه وشعوره. على الصعيد الدولي، فدانيال أرشام ويان كلاب ونونو فيغاس وإنتي هم من بين الفنانين الذين أُكنّ لهم الإعجاب والتقدير. كما أنّ الموسيقى الغربية قد لعبت دوراً كبيراً في تشكيل طريقة تفكيري وتأليف أعمالي.

أعمالك بها نمط متكرر يتعلق بالتأمل العميق. أثناء إرسائك لنظرتك للكون، يقود تكرار التجسيد عين المشاهد إلى قلب العمل الفني الإبداعي. في عرض "ندبات معاصرة"، أنت تدعو المشاهد إلى التأمل في ندوبهم من على البعد من أجل استحضار إدراكٍ أعمق. هل ثمة عنصر روحاني هنا؟
يُدهشني أن تكون العلاقة واضحة بين المعارض المختلفة التي تفصل بينها ثلاث سنوات. أحاول دائماً ألا أتأثر بالأعمال القديمة وأن أبحث دائماً عن مسارات جديدة، لكن يبدو أن أعمالي تنبثق من أساس متين. أتمنى أن أجلب الإدراك إلى الناس من خلال الفن الذي أمارسه، لكن هذه محض تفاؤلات. وبالرغم من ذلك، أظن أنّ الناس يستحضرون إدراكهم عند النظر إلى أعمالي.

ما هي نظرة أعمالك على القضايا الاجتماعية والسياسية الراهنة في الشرق الأوسط؟
أميل إلى تناول الإدراك على المستوى الروحي والشخصي في رحلتي الفنية. من المدهش كيف أنّ الفن في مقدوره ملامسة الأفراد. لَكَإنه سحر. ومع ذلك، فأنا أؤمن أنّ هناك علاقة بين ما هو في الداخل وما هو في الخارج. يمكن بسهولة تفسير مجموعة أعمال "ندبات معاصرة" من خلال حالة الإنكار الجماعي للناس في لبنان وكيف أننا لم نتعافى أبداً من الأحداث المؤلمة المتراكمة التي مررنا بها سوياً كأمة. أنا ألحظ وجود علاقة على المستوى الجماعي بالرغم من أن هذا العرض ألهمته ندبات شخصية.

مع التأثير المتزايد للتكنولوجيا في المجتمع، هل ترى أنّ أسلوبك الفني سيتغير في المستقبل القريب؟
التكنولوجيا والرقمنة لها كبير الأثر على أعمالي. أنا تخرجت من مدرسة تصميم ولي هوس بأقل قدر من التخطيط والشبكة، مما جعلني أعمل لساعات على جهاز اللابتوب. خلال معظم معارضي، "عملت" مع الآلات لتنفيذ بعض الأعمال الفنية. سترى ذلك جلياً في معرض ندبات معاصرة. وبالرغم من ذلك، فإن أسلوبي أكثر تأثراً بقدرتي على مواصلة التعلم وتطوير نفسي. يتوجب على الفن أن يُغيّر من شكله، لكنه يأتي من ذات الجوهر.

ما مدى تحمسك لأن يتم اختيارك لعرض أعمالك في الإفتتاح الكبير لـ K Gallery؟
في البداية عليّ أن أُقر بأنني ما زلت في حالة صدمة تامة. تماماً كما هي الأحداث المؤلمة، يمكن للأشياء الجيدة أن تتراكم عليك وتتركك في حالة من الذهول. إنه لمن دواعي شرفي أن تتاح لي هذه الفرصة العظيمة. كما أود أن أتقدم بالشكر لجميع الفرق المذهلة التي آمنت بي ورافقني خلال رحلة إعداد هذا العرض المميز للغاية. ما يميز العرض بشكل خاص هو الإحساس بالإلتئام الذي شعرت به أثناء عملي على الفن. أطلق عليه اسم "فتح ندباتي". وآمل أن يكون لهذا الإحساس صدى لدى الناس الذين يأتون لمشاهدته. يسمتر عرض ندبات معاصرة من 1 حتى 31 أكتوبر.


Add a comment